! حيَّ على الأكباش *

22 10 2012

! حيَّ على الأكباش *  dans Actualites mouton-300x186

 محمد اللوزي   / Mohamed LOUIZI

Cet article, publié en arabe sur le site MODERN DISCUSSION, met l’accent sur la perception du sacrifice – qui sera fêté dans quelques jours un peu partout dans le monde – chez les mollahs et les adeptes de la théorie « des cinq piliers de l’islam ». Ceux-là croient qu’en égorgeant un mouton ce jour, se rendent fidèles à une tradition ancestrale, remontant jusqu’au temps d’Abraham (un peu plus de 40 siècles) et se référant à son histoire avec son fils lorsqu’il a vu en songe qu’il était entrain de l’immoler. en effet, il est regrettable que les adeptes de cette théorie majoritaire dans le monde arabo-musulman ne puissent accéder aux sens profonds de l’expérience spirituelle d’Abraham qu’à travers une lecture doublement tâchée de sang : le sang des bébés circoncis … et le sang des moutons égorgés. Fêter Abraham … son expérience intellectuelle et spirituelle … sa traversée du désert des doutes et des incertitudes … son refus du suivisme aveugle des ancêtres et des des générations passées … ses recommandations du bien être dans la paix et la sérénité …   Tout cela demeure une bonne et noble chose … Mais encore faut-il savoir « tenir le mouton par ses cornes« ?!  … Bonne lecture et bonne fête !

بعد طول عراك بين الرأس و البطن … استطاع ما تبقّى من « عقلي »، الانتصار على ما تدلّى من « معدتي » … و قررت الامتناع عن شراء كبش أقرن سمين يمشي في سواد … جذع سليم من العور و العمى و العرج و ما شابه … لم يكن أمر اتخاذ ذلك القرار سهلا … فعقلي يريد إحداث التوافق بين أفكاره و إزالة التناقضات من بين اختياراته … و معدتي – آه يا معدتي، يا معذبتي، يا رأس الداء ! – تشتهي ما اشتهاه عيسى ابن هشام … من شواء و حلوى و أطباق و رقاق … حين استغبى ذلك السوادي، صاحب الحمار، الملقب بأبي عبيد … على عتبة إحدى أسواق بغداد في القرن الرابع الهجري … زمن العباسيين

إنني لست ضد الأكباش و الخرفان يا ناس … لست ضد « عيد الشّواء » المقدس … بل على العكس تماما … أحب « اللحم المشوي » و « الدوّارة » و « القديد » و « لحم الرأس المبخّر » و غيرها من « الشهيوات » المنحدرة من صلب ثقافة الطبخ المغربي … لكن الامر الذي لا يستصيغه « رأسي العاصي »، كما يصفه البعض، هو ربط كل ذلك بدين الله تعالى … و إلباس « السكين » و « الشواية » لباس التقوى و الإيمان … و اختزال التجربة الروحية و العقلية و التربوية لإبراهيم و ابنه عليهما السلام، في ذبح مئات آلاف « العلاليش التونسية » … و ملايين « الأكباش السردية المغربية » … و مئات آلاف « القرابين التركية » … و عشرات آلاف الخرفان الكافرة – أو المقيمة بدار الكفر حسب التقسيمات الفقهية الجاري بها العمل … بملايين السكاكين و الأمواس و الخناجر و المديات و المقارض و السيوف : تعددت الآلات و الأكباش … و النحر واحد

إن المؤسف حقا أن يصبح المدخل الوحيد لتجربة إبراهيم عليه السلام، عند جمهور عريض من أتباع « نظرية الأركان الخمسة »، بأحبارهم و رهبانهم و عامتهم، هو مدخل الدماء و الذبح و القطع … فتلك الجموع لا تكاد تعرف عن إبراهيم إلا الختان و النحر … و كليهما مدخلين دمويين بامتياز … فعند الختان، تسال دماء ذكران الصبيان – باسم الله – تيمنا، زعموا، بإبراهيم المختون بنص التوراة و حديث صاحب الهريرة المقدس … و عند النحر، تسال دماء الأكباش – باسم الله و الله أكبر – تيمنا بإسماعيل الذبيح … فيختزل إبراهيم « الأمّة » بمنطوق القرآن في شخص بئيس بحرفتين … لا أقل و لا أكثر… حرفة الحجام/الخاتن بالقدوم و الحبل … و حرفة الجزار صاحب السكين الحادة … و بين تلك الحرف تضيع المعاني العميقة لتجربته الروحية … و تمحى دروس تجربته العقلية السالكة مسالك الشك و سط هشيم اليقين … و تنسى تضحيات تجربته المقاومة للتقاليد الصنمية الآبائية البالية و لسلطة الكهنوت و السحرة … و تظلم تجربة رجل فريد، عمّر قبيل أربعين قرنا في ظل سقوف معرفية كانت تمجد و تقرب القرابين البشرية خوفا من الآلهة، و استطاع رغم ذلك أن يضع حدا لثقافة القربان البشري باستبداله، مرحليا و على مستواه فقط، بقربان حيواني … مؤسسا لبداية لم يكتب لها الاستمرار بعد … و هي الانتهاء عن تقديم القرابين عامة … بشرية كانت أو حيوانية … تحت أي مسمى و في سبيل أية جهة … و لو كانت الله

نعم إن رسالة إبراهيم لم تكن طريقة ميكانيكية في كيفية قطع غرلة صبي بريء تقربا لله … و لم تكن أيضا تأسيسا لسنّة حز أعناق ملايين الأكباش المسكينة في موسم سنوي متكرر … إنها كانت تجربة رجل عاش ضروبا من القلق الفكري و الروحي … ضريبة تحرره من سلطة القبيلة و أجداد القبيلة … إنها كانت تجربة تؤصل للمفرد في مقابل الجمع … للحق في مقابل العدد … للعقل في مقابل النقل … للتساؤل في مقابل تبلد الحس … للتفكر في مقابل التقليد … للسلام في مقابل العنف … للحرية في مقابل الجبر … للتضحية بالذات في مقابل التضحية بالغير

إلا أن أحبار و رهبان و أتباع « نظرية الأركان الخمسة » أبوا، من منطق كهنوتي تقليدي مؤسساتي مصلحي، إلا أن يسفهوا تجربته … و يطمسوا دروسها وسط ركامات من التفاصيل و الجزئيات المزعومة … المستقاة عموما من شريعة الكتبة الفريسيين … و يكفي أن نقارن مثلا بين أحكام الختان و الأضحية و شروطهما في فقه أحبار معبد أورشليم … وبين أحكام الختان و الاضحية و شروطهما في فقه أحبار معبد مكة … لتتضح لنا الرؤية و يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود … و لنعرف مدى التطابق العجيب و الغريب بين فقه التلموذ و فقه السنة … و بين هذا و ذاك تضيع، في كل يوم و في كل سنة، معاني رسالة إبراهيم السامية … بمقص الخاتن تارة … و بسكين الجزار تارة أخرى

لقد كان محقا مالك بن نبي حين كتب و قال : « عندما تغيب الفكرة ينمو الصنم » … إذ عندما يوأد العقل بالنقل … و ينسخ القرآن بالحديث … يزني العجز الهرم بالخرافة القاصرة … فينجبون أبناء و حفدة من التقاليد اللقيطة … و تطمس الحقائق و تدلس … و تنسى دروس المعاناة الإنسانية من أجل التحرر من الآصار و الأغلال عبر التاريخ … و يستلقي التقليد الملتحي باطمئنان على قفاه العريض … و في يده اليمنى « الجامع الصحيح » المانع … و الأخرى تسبح بحمد اللات و العزى و مناة الثالثة الأخرى في صحن الكعبة … و تستمر المأساة

إن المشكلة لا تكمن أساسا في العيد أو في الزّفّة … بل هي في جنس من الحاضرين من الطرشان و العميان … من الذين لا يبصرون و لا يسمعون و لا يفقهون حديثا … إذ لا مانع من إحياء ذكريات كبار التجربة الدينية و الفلسفية و العلمية و الادبية و غيرها … بل من المطلوب إعادة إحياء سلوك النبي إبراهيم في التفكر … و أفكار السيد المسيح في المحبة … و توجيهات النبي محمد في الأخلاق … و الحكيم غوتاما بوذا في التأمل و نبذ الغضب … و الفيلسوف كونفشيوس في نبذ الطغيان و الاستبداد … و الحكيم سقراط في التركيز على قيمة الفضيلة … و الفيزيائي الفلكي غاليليو في الثبات على الحقيقة رغم احتراقه بجحيم الكنيسة … و نضال أبي ذر الغفاري ضد طغيان معاوية و ظلمه للفقراء … و تجربة المهاتما غاندي في المقاومة السلامية اللاعنفية للاستعمار البريطاني … و غيرها

و لا مانع أيضا أن نحيي في كل يوم ذكرى إنسانية لامرأة أو لرجل … بصما حياتنا اليومية ببصمات من العلم أو الأدب أو الفن … فنجعل كل أيامنا عيدا … و نتذكر في يوم ما مارتن لوثر كينغ … و في اليوم الموالي ابراهيم النظام … و في الثالث فيثاغورس … و في الرابع ابن سينا … و في الخامس طوماس أديسون … و في السادس جيمس كلارك ماكسويل … و في السابع ابن خلدون … و في الثامن الكواكبي … و في العاشر ليسنغ … و في الحادي عشر ابو الحسن زرياب … و في اليوم الثاني عشر أبو بكر الأصفهاني … و في اليوم الرابع عشر لافوازييه … و في الخامس عشر اسحاق نيوتن … و في السادس عشر آينشتاين … و في السابع عشر مالك بن نبي … و في الثامن عشر محمد إقبال و غيرهم كثير … أولئك الذين أثثوا بيت الإنسانية عبر التاريخ بأفكار الانبعاث الروحي أو الفلسفي أو العلمي أو التقني او الفني … على اختلاف ألوانهم و ألسنتهم و أديانهم و فلسفاتهم … فنجعل أبناءنا ينفتحون منذ نعومة أظافرهم – ليس على الختان و النحر و القطع – و إنما على الأبعاد الإنسانية الجميلة … لوجود معقد متعدد يبعث على التساؤل و الدهشة و القلق

حينها فقط سيكون للعيد معنى … و ستكتمل فرحتنا بعيد الحياة … و سينتهي المواطن العربي الواعي عن نحر أخيه في الوجود و المحن … ذلك الكبش الأقرن الوديع الذي يعاني الآن تماما كما نعاني … من وطء وضع اجتماعي و سياسي مترد … و حالة دينية تبعث على الغثيان … إذ وضع المواطن العربي لا يختلف تماما عن وضع الكبش العربي … مأساة واحدة و لو اختلفت السكاكين … وقد أبدع مطر حين نظم :  » قطيع نحن و الجزار راعينا  » … فيوم العيد نتقمص دور الجزار بذبح كبش لا حول له و لا قوة … و في باقي أيام السنة، سيتكفل بأعناقنا أمير الجزارين، كعادته، رضي الله عنه و أرضاه … بيده اليمنى سيف الله المسلول … و يده اليسرى تحمل فتوى … تبدأ باسم الله الأعظم … و تنتهي ب : حي على الأكباش

Article publié sur le site :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=329214


Actions

Informations



2 réponses à “! حيَّ على الأكباش *”

  1. 18 11 2012
    Nadia (22:30:03) :

    salam

    Peut-on avoir la traduction en français? merci

  2. 2 02 2013
    Titi (15:31:59) :

    Je n’ai rien compris avec la traduction :/

Laisser un commentaire




rednoize propaganda |
La vie d'une copropriété |
DES BOUTS DE NOUS... |
Unblog.fr | Annuaire | Signaler un abus | humanisons la terre
| boit du rouge, broie du noir
| A la Recherche de Soi